ظهرت حركة الأفروسنتريك (المركزية الأفريقية) كحركة فكرية بين الأمريكان من أصول إفريقية، تسعى للتمركز حول الهوية الأفريقية، وإعادة وضعها في الحضارة الإنسانية في ضوء تهميشها من قبل الغرب خلال الحقبة الاستعمارية. وبدأت في الادعاء بأنها أصل الحضارة الفرعونية، وأنها حضارة أفريقية، نافيةً أصول الشعب المصري وارتباطه بالحضارة الفرعونية مطالبةً بحقوق زائفة ضد الدولة المصرية. وسرعان ما بدأت الحركة الفكرية في التطبيق لمقولاتها على أرض الواقع؛ عبر سلسلة من المؤسسات، والمؤتمرات، وكراسي الأستاذية، والكليات التي تحمل اسمها، وبدأت في تغيير الرأي العام العالمي ضد مصر بإنتاج أفلام وثائقية تُزيف التاريخ، لتخلق رأيًا عامًا مغايرًا، وتوجهت للأجيال القادمة عبر إنتاج دُمى فرعونية زنجية لبناء أجيال قادمة بوعي مغاير. وفي مطالبها وإدعاءاتها توظف علم الآثار الجينية Genomic Archeology لإعادة كتابة التاريخ والجغرافية وترسيم الحدود السياسية، الأمر الذي تتصدى له الدولة بين الحين والآخر، ولكن مع تنامي قوتها كفاعل دولي عابر للحدود في ضوء تنامي الدعم الدولي لها. هناك أهمية للوقوف على ماهية الحركة ومقولاتها وأدواتها وانتشارها الشبكي، ووزنها الدولي كفاعل صاعد على الساحة متخطيًا الحدود الدولية، وماهية السيناريوهات المتوقعة لتنامي الحركة ضد الدولة المصرية لاستقراء آراء الخبراء، واشتقاق سياسات لدعم صانع القرار لمجابهة هذا الخطر. فتحاول الدراسة الإجابة على تساؤلٍ رئيسيٍّ يتمثل فحواه في “ماهية حركة الأفروسنتريك وتنظيماتها الدولية، وماهية السيناريوهات المستقبلية الممكنة للحركة ومصر، في ضوء تنامي دورها على الصعيد الدولي، وماهية أبرز السياسات الممكن اشتقاقها لدعم صانع القرار المصري لمجابهتها واحتواء آثارها؟” فروض (تساؤلات) البحث: – الفروض • عدم صحة مقولات الحركة بشأن زنجية الحضارة الفرعونية • سكان النوبة المصريون لا يمثلون نقاط تلاقي مقولات الحركة في مصر • تعد حركة الأفروسنتريك فاعلًا عابرًا للحدود • يمكن تهميش آثار الحركة المستقبلية على مصر – التساؤلات • ماذا تعني حركة الأفروسنتريك؟ وماهية ادعاءاتها لتزييف انتمائها للحضارة الفرعونية؟ • ما أبرز المؤسسات التابعه لها والجامعات والكليات التي تُدرس فكرها؟ وما برامج العمل التي تنفذها ضد الدولة المصرية؟ • ما السيناريوهات المستقبلية لمصر في حال اشتداد قوة حركة الأفروسنتريك؟ • ماهية أبرز السياسات اللازمة لدعم صانع القرار المصري للتصدي لخطر الأفروسنتريك واحتوائه؟
