نعى رئيس معهد التخطيط القومي الدكتور أشرف العربي بعميق الحزن وبالغ الأسى، رحيل الأستاذ الدكتور عثمان محمد عثمان، الأستاذ بمعهد التخطيط القومي ووزير التخطيط والتنمية الاقتصادية الأسبق، مؤكدًا أن المعهد فقد قيمة وقامة عظيمة أفنى حياته في خدمة وطنه حتى أيامه الأخيرة.
كما أكد العربي أن الدكتور عثمان محمد عثمان كان يمتلك الرؤية الحكيمة، والقدرات البحثية المتميزة، والنظرة الثاقبة، فضلًا عن أخلاقه العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مختلف الأدوار والمناصب التي شغلها، حيث أنه لم يتأخر يومًا عن نداء الوطن، الذي ظل حتى آخر أيامه منشغلًا بهمومه وقضاياه باحثًا ومفكرًا ومحللًا ليعطي درسًا عمليًا في العطاء حتى اللحظة الأخيرة.
وقد جاء رحيل أ. د عثمان محمد عثمان بعد أيام قليلة من مناقشة كتابه الأخير: «تفكيك معضلة التنمية في مصر.. كيف نصنع التنمية ومن يقودها»، بمقر معهد التخطيط القومي، بحضور نخبة من أساتذة المعهد ووسط تلامذته ومحبيه، والذي حاول فيه الإجابة على تساؤله المثير: لماذا حققت دول كانت مصر تسبقها أو تسير معها في نفس المستوى الاقتصادي قفزة تنموية بينما لم تحقق مصر تلك القفزة؟
وتميز الراحل خلال مسيرته بآراء وأفكار واضحة ومواقف ثابتة عبر عنها جميعاً في مؤلفاته وكتبه ومن بينها: «التنمية العادلة، النمو الاقتصادي، توزيع الدخل، مشكلة الفقر»، وكتاب «الاقتصاد السياسي لمعجزة الصين»، وكتاب «الثورة المصرية»، ثم كتابه الأخير «تفكيك معضلة التنمية في مصر.. كيف نصنع التنمية ومن يقودها».
وكان الدكتور عثمان محمد عثمان قد حصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة القاهرة عام 1969م، والماجستير والدكتوراه في اقتصاديات تخطيط التنمية من مدرسة براغ للاقتصاد بتشيكوسلوفاكيا، واستكمل دراسات ما بعد الدكتوراه في ماساتشوستس «إم إى تى» بالولايات المتحدة الأمريكية، وعمل مستشارًا للعديد من الجهات قبل انضمامه للحكومة، منها صندوق النقد الدولى، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة اليونيسيف. هذا وقد شغل الدكتور عثمان محمد عثمان منصب مدير معهد التخطيط القومي من عام 2000 حتى 2001، ثم شغل منصب وزير التخطيط خلال الفترة من 2001 حتى 2006 ومنصب وزير التنمية الاقتصادية خلال الفترة من 2006 حتى 2011، وظل حتى رحيله رئيسًا لتحرير مجلة «التخطيط والتنمية»، وهي المجلة العلمية للمعهد.