عقدت ثاني سلسلة المحاضرات المتميزة بعنوان “تمويل التحول للاقتصاد الأخضر في الدول النامية ” بمقر معهد التخطيط القومي بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ في COP27 و Dr. Montek Singh Ahluwalia نائب رئيس لجنة التخطيط الهندي والدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق.
وأوضحت الدكتورة هالة السعيد خلال كلمتها أهمية التحول للأخضر، والجهود التي تبذل في هذا الشأن، وأشارت إلى أنه خلال الأعوام السابقة ركزت مصر جهودها على خلق نمو شامل من خلال مبادرات تم من خلالها تعزيز دور القطاع الخاص من خلال صندوق مصر السيادي والذي ارتكز دوره على جمع القطاع الخاص وحشد جهوده، وخلق فرص استثمار لمشروعات استثمارية، يمكن القيام بها محليا واقليميا ودوليا.
وقالت السعيد أن وزارة التخطيط قامت بشراكة مع وزارة البيئة في إصدار لأول مرة معايير الاستدامة البيئية حتى يتسنى للجهات الحكومية القيام بها، وفي إطار اتجاه الدولة نحو التحول للأخضر تم استهداف حوالي 40% من المشروعات الخضراء والتي كان أغلبها مرتبط بالنقل والمواصلات والسيارات الالكترونية والزراعة وترشيد استخدام المياه.
واستعرضت السعيد خلال حديثها المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء والذكية وأن المبادرة تستهدف العديد من المجالات على رأسها المشروعات التي تراعي معايير الاستدامة البيئية، والتي تؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون والتلوث، وتحافظ على الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى المشروعات التي تعزز كفاءة الطاقة والموارد، والتي تحافظ على التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية والتي تساعد على التكيف مع تغيرات المناخ.، وشددت على أن التنمية يجب أن تصعد من أسفل إلى أعلى، وقد تم اشراك كافة المحافظات بها وأشادت بالتفاعل والحماس من قبل المشاركين فيها، وأن الوزارة تسعى لنقل التجربة المصرية اقليميا ودوليا، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة لتنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
وأكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ في COP27 ، في كلمته على الفائدة المرجوة من cop27 وما الذي نتوقعه من استضافتنا لها، وما يمكن أن تفعله بشأن التخفيف من حدة التغيرات المناخية، والدور الذي تقوم به مصر بشأن بهذا الملف باعتبارها دولة ذات موقع استراتيجي، والتمويل الذي يلعب دور محوري في دعم القضية، ومن أين يمكن الحصول عليه، مؤكدا أن الهدف هو رفع وعي الناس من خلال وسائل الإعلام بخطورة التغيرات المناخية.
وأوضح ” Montek Singh Ahluwalia نائب رئيس لجنة التخطيط الهندي، ومستشار وزارة المالية أن مؤتمر cop 27 يحدث في ظرف استثنائي يمر به العالم على أثر جائحة كورونا،
و التجربة الهندية ودورها في الحد من التغيرات المناخية والتي تناول فيها أليات حكومة الهند للحد من انبعاثات الكربون من خلال احلال الطاقة المتجددة من طاقة شمسية ورياح محل الوقود الأحفوري، وأن العديد من الشركات والمصانع استخدموا الهيدروجين الأخضر وأكد أنه على الرغم من كل ما حدث فإنه ليس كافيا ، وأننا بحاجة إلى إعادة توزيع الموارد، والدعم غير المنتج وغيرها لمساعدتنا على التحول للأخضر.
وشدد على أن المطلوب من cop27 وضع أهداف قابلة للتحقق بحيث يمكن الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050، مؤكدا على ضرورة وجود خطة قطاعية تفصيلية لتحديد دور كل الجهات في الحد من تخفيض الانبعاثات، وأن تحدد الاستثمارات التي نحتاجها ، وكم الأموال التي تحتاجها كل دولة، وكيف يمكن توظيفيها وأن نكون أكثر واقعية بشأن هذا الموضوع، وأن يعود المشاركون في cop27 ا إلى بلادهم حاملين على عاتقهم الوعود الزامية التنفيذ
ومن جانبه أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة السابق أننا لا يجب التحدث عن قضايا تغير المناخ كجزء مستقل، وانما هي جزء من كل، وأن على كافة قطاعات المجتمع يجب أن تتكاتف لمواجهة الأزمة، وأن الأمر لا يتطلب حلولا عاجلة إنما يتطلب حلول طويلة الأمد، وأن العالم يحمل على عاتقه المسؤولية التاريخية منذ انعقاد اتفاقية باريس للحد من الانبعاثات الكربونية وحتى cop22 ، وحتى cop27 ، وأشار خلال حديثه إلى أن أجندة تمويل المناخ يجب أنى تكون بين الدول وليس بين الحكومات والقطاع الخاص، وأوضح أن أجواء cop27 علينا جميعا أن نتسم بالطموح، وأن يكون هناك خطط وبرامج وسياسات للعشر سنوات القادمة.