معهد التخطيط القومي يعقد محاضرة متميزة حول ” الممر الضيق: الدول والمجتمعات ومصير الحرية”
عقد معهد التخطيط القومي محاضرة متميزة بعنوان ” الممر الضيق: الدول والمجتمعات ومصير الحرية”، ألقاها البروفيسور/ جيمس روبنسون، الأستاذ في كلية هاريس للسياسة العامة- قسم العلوم السياسية بجامعة شيكاغو. بحضور الأستاذ الدكتور/ أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي وعدد من الأساتذة والخبراء والباحثين.
وبعد ترحيب أ.د. هالة أبو علي، نائب رئيس المعهد لشئون البحوث والدراسات العليا، بدأ روبنسون بعرض كتابه: الممر الضيق: الدول والمجتمعات ومصير الحرية، الذي اقترح فيه تصنيفا ثلاثيا للمجتمعات على أساس توازن القوى بين الدولة والمجتمع، مقارنا فيها بين الدولة القوية والمجتمع الضعيف، والدولة الضعيفة والمجتمع القوي، والدولة القوية والمجتمع القوي، مستعرضا في ذلك تجارب كل من (الصين، اليمين، وأمريكا الشمالية)، ومتناولا أحوال المجتمعات السياسية، والأمنية، والاقتصادية في غياب الدولة وحضورها، ومدى قدرة الدول الناشئة على تغيير العادات والتقاليد والبنية المجتمعية والممارسات الاقتصادية، وموضحًا أن المقصود من مصطلح الممر الضيق هو (المرحلة التي تتوازن بها قوة الدول والمجتمعات).
واستعرض روبنسون المقارنات الاقتصادية بين الدول الديمقراطية والقمعية، موضحا أن كلاهما يوفر النظام والأمن اللازمين للازدهار المالي والتجاري، ولكن الأولى تحافظ على التنافسية والحافز الشخصي للاستثمار وزيادة الأرباح ومراقبة المجتمع على سير السياسات الاقتصادية العامة، أما الثانية فينهار اقتصادها ولو بعد ازدهار مؤقت بسبب التوسع الضريبي والفساد، مؤكدا على أن فكرة ضعف الدولة القمعية وانهيارها ولو بعد حين بسبب ضعف مجتمعها (الدي عملت هي على سلب أدوات قوته). وفي المقابل قوة الدولة الديمقراطية مستمدة من قوة مجتمعها ونشاطه وفعاليته، فالمجتمع القوي المنخرط في رسم السياسات العامة ومراقبة الأنشطة الحكومية، هو الوسيلة الوحيدة الفاعلة لكسب حرية الافراد والجماعات وضمان قوة الدولة في آن واحد.
وأشار روبنسون خلال حديثه إلى المسارات التاريخية، والأدوار التي تلعبها الترتيبات المؤسسية المختلفة في التنمية الناجحة للمجتمعات، من خلال سرده لعدد من الأمثلة التاريخية والحالية، متناولا أشكال بناء الدول وعلاقاتها المختلفة مع المجتمع، واختلاف نتائجها بالنسبة للحريات الشخصية والجماعية والرفاه الاقتصادي وقوه الدولة عموما.
وشدد روبنسون على الحاجة إلى مزيد من الحرية أكثر من أي وقت مضى، لأن العالم اليوم يمر بفترة اضطراب، والخطر الذي يلوح في الأفق ليس فقدان حريتنا السياسية فقط، مهما كان ذلك قاتما في حد ذاته، إنما يكمن أيضا في انخفاض مستويات الرخاء والأمان اللذان يعتمدان بشكل كبير على الحرية، مشيرا إلى أن عكس ممر الحرية هو طريق الدمار والانهار المجتمعي.