أشرف العربي: الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم حالياً قد تكون الأكثر حدة منذ سنوات
استضاف مركز “حلول للسياسات البديلة” التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة أ.د أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي في الحلقة الأولى من الموسم الثاني من بودكاست “الحل ايه؟” مع د. رباب المهدي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمدير التنفيذي للمركز.
وقد ناقش اللقاء الوضع الاقتصادي الراهن على الصعيد العالمي والداخلي، وآليات ومسارات الخروج من الأزمة بالنسبة لمصر، مع تسليط الضوء على أسباب تلك الأزمة.
وخلال اللقاء أشار العربي إلى أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم حالياً قد تكون الأكثر حدة منذ سنوات وتتمثل مظاهرها في الارتفاع الشديد في الأسعار وارتفاع أعباء الديون وتباطؤ الاقتصادي العالمي، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، مضيفاً أن النظام العالمي الحالي يمكن اعتباره نظام مولد للأزمات المالية والاقتصادية والصحية والجيوسياسية، لافتاً إلى أن هناك كتابات كثيرة عالمية تنذر بأن العالم مقبل على أزمة مديونية عالمية قد تكون الأسوأ منذ الثمانينيات.
وأوضح العربي أن بعض أسباب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر حالياً خارجة عن إرادة الدولة المصرية لكن البعض الآخر يمكن إرجاعه لتباطؤ إجراء الإصلاحات الهيكلية.
وتطرق العربي خلال حديثه إلى مناقشة مجموعة من القضايا والموضوعات التي تتعلق بأولويات المرحلة الحالية وأزمة الدين العام في مصر ومقترح وضع قانون للدين العام سواء الداخلي أو الخارجي، وأن يكون الاقتراض من أجل تمويل مشروعات استثمارية تخدم أهداف التنمية.
كما أكد رئيس معهد التخطيط القومي على أهمية تطوير التعليم وضرورة الدعوة إلى حوار مجتمعي موسع لمناقشة قضية التعليم وكيفية مواكبة التطورات الدولية المتعلقة به، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في أوجه الصرف على تطوير التعليم والتركيز على رفع كفاءة الإنفاق عليه
ورداً على سؤال حول القطاعات الرئيسية التي من شأنها قيادة قطار التنمية خلال الفترة القادمة أشار العربي إلى أن الحكومة حددت 3 قطاعات رئيسية ذات أولوية وهي الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
و فيما يتعلق بالصناعة أوضح العربي أن معهد التخطيط القومي يتبنى مشروعاً بحثياً حول تعميق التصنيع المحلي، وتم إصدار أكثر من 15 بحث وورقة سياسات حول صناعات بعينها مثل الصناعات الكيماوية والغذائية والتعدينية إلى جانب القطاع الخدمي الذي تتميز به مصر، مؤكداً على دور الدولة في دعم ملف الصادرات ودعم المنتجين المصريين وفتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتجين المصدرين.
وفي نهاية اللقاء اقترح العربي مجموعة من التوصيات لحل المشكلات التي تواجه مصر من بينها خلق بيئة جاذبة للعنصر البشري للحد من هجرة العقول المصرية للخارج، وتوفير التأهيل المناسب للكفاءات والعناصر البشرية الموجودة وحسن استغلالها.
وشدد العربي على ضرورة الارتقاء بقطاع السياحة من خلال الاهتمام بتطوير المزارات والأماكن السياحية وتبني مبادرات للحفاظ على التراث وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسياح والعمل على اجتذاب فئات جديدة من السياح، بجانب استحداث أنواع جديدة من السياحة للاستفادة من المزايا التنافسية التي تمتلكها مصر في قطاع السياحة.
جدير بالذكر أن مركز “حلول للسياسات البديلة” هو مشروع بحثي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة معني بتقديم مقترحات لسياسات عامة للتعامل مع بعض التحديات التي تواجه المجتمع المصري عن طريق عملية بحثية متعمقة ودقيقة واستشارات موسعة مع مختلف القطاعات المعنية، كما يقدم المشروع حلولاً مبتكرة ذات رؤية مستقبلية لدعم مجهودات صناع القرار في تقديم سياسات عامة تهدف لتحقيق التنمية العادلة في مجالات التنمية الاقتصادية، وإدارة الموارد والإصلاح المؤسسي.
لمتابعة اللقاء كاملا: