عقد معهد التخطيط القومي الحلقة الخامسة من سمينار شباب الباحثين للعام الأكاديمي ٢٠٢٤/٢٠٢٥ بعنوان “تعزيز استخدام نماذج اللغات الكبيرة وتطبيقاتها”، قدمتها الأستاذة هديل الشربيني، المدرس المساعد بمركز الأساليب التخطيطية بالمعهد، وأدار الحلقة الدكتور إسلام خليل، المدرس بمركز التنمية الإقليمية والمنسق المشارك للسمينار، وذلك بحضور أ.د. أشرف صلاح الدين، نائب رئيس المعهد للاستشارات والتدريب وخدمة المجتمع، وعدد من الأكاديميين والباحثين من داخل المعهد وخارجه.
تأتي هذه الحلقة في ظل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال نماذج اللغات الكبيرة (Large Language Models)، ودورها في تعزيز التطبيقات الحياتية المختلفة، حيث تعتمد هذه النماذج على تقنيات متقدمة في معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، مما يتيح لها فهم النصوص وتحليلها وتوليدها بطريقة تحاكي الذكاء البشري.
استهدفت الحلقة تسليط الضوء على تعريف نماذج اللغات الكبيرة، ونشأتها، وأنواعها، وتقديم طرق تحسينها، ومنها الضبط الدقيق (Fine tuning)، هندسة الأوامر / التوجيه (Prompt engineering)، استرجاع المعلومات المعزز بالإنتاج (Retrieval Augmented Generation)، وعرض التطبيقات الرئيسية التي تتضمن توليد النصوص، إنشاء الأكواد البرمجية، وفهم المحتويات المرئية، فضلاً عن تطبيقات في بعض المجالات المختلفة كالصحة، التعليم، الأعمال، والزراعة.
استعرضت الحلقة أبرز تطبيقات هذه النماذج، بما في ذلك الترجمة الآلية، توليد المحتوى، المساعدة الافتراضية، تحليل البيانات، ودعم اتخاذ القرارات في المؤسسات والحكومات. كما ناقشت الحلقة أهم التحديات في التعامل مع نماذج اللغات الكبيرة، ومنها التكلفة الحسابية، التحيز والإنصاف، عدم المساواة الاقتصادية والبحثية، الهلوسة، السلامة والتحكم، الأمان والخصوصية. وأوضحت الحلقة أن هذه الأنظمة أصبحت أكثر دقة وقدرة على التعامل مع البيانات المعقدة في الوقت الفعلي، مما يمهد الطريق لمستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.فيما يتعلق بكيفية استفادة مصر من نماذج اللغات الكبيرة، خلصت الحلقة إلى ضرورة الاهتمام بتحسين الخدمات الحكومية والإدارية، وتطوير التعليم وتحسين التعلم، وتعزيز الابتكار والبحث العلمي، وتطوير الإعلام وصناعة المحتوى، وتطوير قطاع الصحة